المسجد الازرق..هل هو حقًا أزرق؟!

أخرى مدونات

المسجد الازرق..هل هو حقًا أزرق؟!

نوفمبر 20, 2018
شارك:

السلطان أحمد الأول، أحد السلاطين العثمانيين ويكون السلطان السادس عشر، حكم في الفترة الممتدة من 1603 إلى 1617 لحد وفاته. شهدت فترة حكم السلطان أحمد الأول إنهاء قرارات قتل الأخوة.

 ويعرف أيضًا ببنائه الجامع الازرق المعروف بإسمه السلطان أحمد، وبهذا الإسم تعرف المنطقة المحيطة أيضًا. تعتبر منطقة السلطان أحمد من أكثر مناطق الجذب السياحي في العالم كله.

 يوجد بها معالم عديدة جدًا نبين أهمها في هذا المقال، جامع السلطان أحمد المسجد الازرق.

تاريخ المسجد

 

بدأت قصة بناء هذا المسجد كغيره، يعين السلطان أحد المعماريين في بناء مسجد خاص بفترة حكمه، كباقي السلاطين العثمانيين؛ فلكل سلكان جامع عظيم بني في عهده.

 عين السلطان أحمد خان الأول المعماري محمد آغا، فقام المهندس بدون قصد ببناء الجامع بست منارات، مساويًا لعدد المنارات في الحرم المكي الشريف، فغضب السلطان وأمر فورًا بتعديل ذلك.

 ولكنه لم يعرف كيف يعدل ذلك الخطأ فأخذ بمشورة “شيخ الإسلام” وهو مسؤول الأمور الدينية في الدولة العثمانية، فأشار عليه ببناء منارة أخرى سابعة في الحرم المكي الشريف.

 وتم بذلك. كما ينبغي الإشارة إلى أنه في عهد السلطان أحمد أيضًا كان هناك إصلاحات وتعديلات في الحرم المكي خصوصًا بعد الفيضان الذي أحدث أضرارًا بالحرم.

 وكان قد أرسل معماريين ومهندسين من القسطنطينية لتلك الأمور، وقام بالإشارة للقيام بتعديل وتجديد مزراب وقناة لمياه الأمطار والذي أصلح مشكلة مياة الأمطار التي كانت تتجمع على سطح الكعبة.

تم إنشاء المسجد في الفترة بين 1609 و 1616. يوجد في الجامع كلية تحوي قبر السلطان، ومدرسة وزاوية.

معمار المسجد

مسجد السلطان أحمد يمتلك خمس قباب رئيسية كبيرة وست مآذن وتسع قباب أخرى صغيرة. يمتزج في المسجد الفن المعماري البيزنطي والإسلامي. حيث تأثر معمار المسجد بالآثار المحاذية له كآيا صوفية، مع إحتفاظه بهوية خاصة عثمانية ميزت معالم الدولة العثمانية في شتى أنحائها.

 يوجد في وسط المسجد نافورة كبيرة وفيه مكان خاص للوضوء. المنطقة العلوية من المسجد مصنوعة من 20 ألف بلاطة سيراميك بتصميم أزهار التوليب ب60 نوع مختلف. والقسم الأدنى يوجد 200 لوحة زجاجية ملونة مميزة.

أما عند الحديث عن التصميم الداخلي للجامع فلا بد لنا أن نذكر المحراب، فالمحراب في الجامع الأزرق من أجمل ما يكون، ويعد تصميمه مميزًا ومختلفًا عن بقية المساجد.   المحراب مصنوع من الكامل من الرخام، محاط بالنوافذ، وبالقرب منه المنبر، والذي يلقي الإمام خطبه منه، والمنبر في هذا الجامع يتميز بتصميمه الفريد والغني والذي تم تصميمه على أن يرى جميع المصلين الإمام بوضوح مهما كان عدد المصلين.

بالنسبة للألواح المعلقة على جدران المسجد فهي من عمل الخطاط الشهير سيد قاسم الغباري، وهي كتابات لأسماء الخلفاء وآيات من القرأن الكريم بالخط العثماني المميز.

أما بالنسبة للتصميم الخارجي للمسجد فإنه يمتاز بساحات كبيرة وواسعة وأماكن خاصة للوضوء والتي صممت لتكون مثل الساحات في مسجد السليمانية الذي عد ثاني أكبر مساجد تركيا بحلول مسجد تشامليجا المبني حديثًا في المرتبة الأولى. 

 ومن الأمور المثيرة للإهتمام، السلسلة التي تربط الثريا الموجودة في الجامع، فيلاحظ الزائرين طولها، وكان الهدف منها هو عند دخول السطان المسجد، يضطر أن يحني رأسه عند الدخول، للتأكيد أن الإنسان مهما بلغ من غظمة وشأن فإنه أما الله يكون ذليلًا.

زيارة البابا بينيدكت للمسجد

خلال زيارته لتركيا في الثلاثين من شهر نوفمبر من عام 2006، قام البابا بينديكت بزيارة إلى مسجد السلطان أحمد، قام بالدخول إلى المسجد وخلع حذاءه، ثم أغمض عينيه وظل وقفًا في حالة هدوء وسكون لمدة دقيقتين، بحضور إمام الجامع أمرالله خطيب أوغلو  ومفتي إسطنبول مصطفى تشارجى.

 وتمنى البابا أن يتوحد جميع المؤمنين بالله وأن تكون هناك أخوة حقيقية بينهم، مبينًا أن تركيا هي حلقة الوصل بين الشرق والغرب ووسيط التعاون بينهم، وشكر الأتراك على حسن إستضافتهم وعبر عن شعوره بالراحة خلال فترة تواجده في تركيا لما أظهره الأتراك من تفهم وتسامح.

موقع المسجد الإلكتروني

زيارة المسجد الازرق وطريقة الوصول

يفتح المسجد أبوابه للسياح في موسم الصيف من الساعة الثامنة والنصف لحد الساعة السادسة والنصف مساءًا، وفي فصل الشتاء من الساعة الثامنة والنصف صباحًا إلى الخامسة في المساء. أما في أيام الجمعة فيستقبل الزوار من الساعة  الثانية والنصف ظهرًا إلى السادسة والنصف في المساء.

 كما ينبغي التنويه على أن المسجد مكان للعبادة، والتجول فيه ودخوله دون ملابس لائقة غير مسموح، يمكن لزوار المسجد القادمين بملابس غير لائقة إستخدام الملابس الموجودة عند مداخل المسجد.

الموصلات إلى المسجد يكون عن طريق خط تي-1 خط الترامواي، والنزول في محطة سلطان أحمد.